ثم قال: يا رب، ارحمِ الشيخ العاصي، ذا القلب القاسي، اللهم أقِلِ العثرة، واغفرِ الزلة، وجُدْ بحِلمك على من لم يرجُ غيرك، ولا وَثِقَ بأحد سواك؛ (العاقبة في ذكر الموت لعبدالحق الإشبيلي صـ 125). (3) قيل لرجل: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: تاتنا تننتا، حتى مات. وأمرنا الله تعالى باتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، بقدر المستطاع، ولا يكلف الله تعالى نفسًا إلا وسعها. وأشهد أن محمداً عبده المصطفى، ورسوله المجتبى. روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغَرِق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله))؛ (البخاري حديث: 2829/ مسلم حديث: 1914). فمثل لنفسك يا مغرور، فمثل يرعاك الله وقد حلت بك السكرات ونزل بك الأنين والغمرات، والناس من حولك مجتمعون تسمع كلامهم وتريد أن تكلمهم فلا تستطيع، فخيل لنفسك يا ابن آدم إذا أخذت من فراشك إلى لوح مغتسلك، فغسلك المغسل وأنت جثة هامدة لا حركة ولا نفس وألبست الأكفان، وأوحش منك الأهل والجيران وبكت عليك الأصحاب والإخوان وصلو عليك صلاة لا ركوع ولا سجود لها، وحملوك إلى القبر وأنزلوك فيه وأدخلوك في ذلك اللحد الضيق المظلم، ثم هلو عليك التراب وانصرفوا عنك وتركوك وحيداً، لا صديق ولا قريب الكل سينصرف عنك حينها ولا يبقى معك إلا ما قدمت من عمل، فتخيل ذلك وتخيل جلوسك لسؤال وما جوابك لهذا السؤال.عباد الله:إن الموت ساعة لا بد منها طال العمر أو قصر، وإنه لو كان الموت هو نهايتنا، ولو أننا من بعده تركنا، لكان الموت أهون علينا بل إن هناك أمور وأهوال وشدائد من بعد الموت، هناك بعث ونشور وحشر وجزاء وحساب في محكمة قاضيها هو الله وجنوده الزبانية وساحتها القيامة، وأن هناك صراط وجنة ونار، فاستعد أخي لهذه الأهوال.عبد الله:إذا كان هذا الأمر قد أصاب الأنبياء والمرسلين والأولياء المتقين، فمالنا عن ذكره مشغولين وعن الاستعداد له متخلفين، فلمثل هذا اليوم أخي فلتعد الزاد، ولمثل هذا اليوم فلتهجر العناد والفساد، ولمثل هذا اليوم فلتتقِ رب العباد. { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }. روى النسائي عن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلًا قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: ((كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنةً))؛ (حديث صحيح) (صحيح النسائي للألباني حديث 1358). خطبة مكتوبة بعنوان: ” خطبة عيد الأضحى المبارك “. لما حضرت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الوفاة، قال: أقعِدوني، فأقعدوه، فجعل يذكر الله تعالى ويسبِّحه ويقدسه، ثم قال: الآن تذكر ربك يا معاوية بعد الانحطام والانهدام، ألا كان ذلك وغصن الشباب نضير ريان، وبكى حتى علا بكاؤه، ثم قال: هو الموتُ لا منجَى من الموتِ والذي ♦♦♦ أحاذرُ بعد الموت أدهى وأفظعُ. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. لما حضرت محمد بن سيرين (رحمه الله) الوفاة، بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية، وقلة عملي للجنة العالية، وما يُنجيني من النار الحامية؛ (العاقبة في ذكر الموت لعبدالحق الإشبيلي صـ 133). خطبة مكتوبة بعنوان: ” فضل عمارة المساجد وإعمارها بفعل الصالحات وترك الخطيئات في رمضان ” ملف [word] مع نسخة الموقع. عباد الله: اعلموا أن هذه الحياة أنفاس معدودة في أماكن محدودة بآجال معلومة وأرزاق مقسومة، قال تعالى: {, وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ. } وقال جل شأنه: ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجمعة: 8]. 123 views, 16 likes, 2 loves, 2 comments, 2 shares, Facebook Watch Videos from نهج بلاغة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علية السلام: خطبة له علية السلام للحث على الإستعداد للموت #علي_ع خطبة مكتوبة بعنوان: " الاستعداد للموت والترهيب مِن ضنك القبور وأهوال الآخِرة" جُمِعت مِن خطب الإمام محمد بن عبد الوهاب ــ رحمه الله ــ. موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي خاص بكتاباته وأبحاثه وما يلتقطه من فوائد في كتب أهل العلم, موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي. وبكى، فقالت له امرأته: تبكي وقد صاحبتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! روى الترمذي عن المقداد بن الأسود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يوم القيامة أُدنِيَت الشمس من العباد حتى تكون قِيد مِيل أو اثنين - قال سليم: لا أدري أي المِيلين عَنَى؛ أمسافة الأرض أم المِيل الذي تكتحل به العين؟! الخطبة الأولى أمَّا بعد: فاتَّقوا الله عباد الله وأطيعوه، وعظِّموه أمره واشكُرُوه، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾. قال سبحانه: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 41 - 51]، قال كعب الأحبار: كان سحرةُ فرعون اثنَيْ عشر ألفًا؛ (تفسير ابن أبي حاتم جـ 8 ـ صـ 2762). كفى بالموت واعظاً .. حول هذا الموضوع تكلم الشيخ حفظه الله؛ مبيناً أن الموت حقيقة لابد منها، ثم تكلم عن مواقف من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لنأخذ العبرة والعظة منها . (5) قيل لرجل: قل: لا إله إلا الله، فقال: وما يغني عني، وما أعرف أني صليت لله صلاةً؟ ثم مات، ولم يقلها. روى مسلم عن سهل بن حنيف: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه))؛ (مسلم حديث: 1909). إقامة الفرائض: تعتبر من أهم ما يمكن الاستعداد به للموت هو إقامة . إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا. - موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي لما حضرت إبراهيم النخَعي (رحمه الله) الوفاة، بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أنتظر رسولًا من ربي يبشرني بالنار أو بالجنة؛ (العاقبة في ذكر الموت لعبدالحق الإشبيلي صـ 133). روى الطبراني عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السل شهادة))؛ (حديث صحيح) (صحيح الجامع للألباني حديث: 3691). (4) قال حاتم الأصم: من خلا قلبُه من ذكرِ أربعةِ أخطار، فهو مغترٌّ، فلا يأمن الشقاء: الأول: خطر يوم الميثاق حين قال: ((هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي))، فلا يعلم في أي الفريقين كان. (5) قال كعب الأحبار: مَن ذكر الموت، هانت عليه المصائب؛ (العاقبة في ذكر الموت ـ لعبدالحق الإشبيلي صـ 41). قال يحيى بن أبي كثير: لما حضر عمر بن عبدالعزيز الموت، بكى، فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ أبشِرْ؛ فإن الله قد أحيا بك سننًا، وأظهر بك عدلًا، فبكى ثم قال: أليس أوقف فأسأل عن أمر هذا الخلق؟ فوالله لو رأيت أني عدلت فيهم، لخفتُ على نفسي ألا تقوم بحجتها بين يدي الله إلا أن يلقنها حجتها، فكيف بكثير مما صنعنا؟ قال: ثم فاضت عيناه، فلم يلبث إلا يسيرًا بعدها حتى مات، رحمه الله؛ (المُحتَضَرين لابن أبي الدُّنيا صـ 83 رقم: 89). عباد الله: إن الموت ساعة لا بد منها طال العمر أو قصر، وإنه لو كان الموت هو نهايتنا، ولو أننا من بعده تركنا، لكان الموت أهون علينا بل إن هناك أمور وأهوال وشدائد من بعد الموت، هناك بعث ونشور وحشر وجزاء وحساب في محكمة قاضيها هو الله وجنوده الزبانية وساحتها القيامة، وأن هناك صراط وجنة ونار، فاستعد أخي لهذه الأهوال. • هُجْرًا: الكلام الباطل المخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. روى البخاري عن مجاهد بن جبر، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: ((كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابر سبيل))، وكان ابن عمر يقول: (إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك))؛ (البخاري حديث: 6416). يجب على المسلم أن يسأل الله تعالى دائمًا، في دعائه، أن يثبت قلبه على طاعته، وأن يرزقه سبحانه حسن الخاتمة عند الموت. وألجِموا النفوس عن تعدِّيها وطغواها، فليس لها والله إلا ما قدَّمت يداها، ولو كان لها يوم القيامة ملء الأرض ذهبًا ما نفعها ولا أجْدَاها، أمَا والله لتُبعثُنَّ ليومٍ عظيم، يَجمع الله فيه الأُمَم أُوْلَاها وأُخْرَاها، ولتُحشرُنَّ كما بدأكم أوَّلَ مَرِّة، ولتُحاسبُنَّ بأكبر الأعمال وأدناها، ولتؤدَّن المظالم مِن الظلمة على الرِّغم مِنهم كُبراها وصُغراها، ولتكونُنَّ إلى دارِ نعيمٍ أبديٍّ يُنسِي عناء الدنيا وشقاها، أو إلى دارِ عذابٍ مُفضِحٍ يُذهِل عن نعيم الدنيا وحلاها. ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الاستعداد لمفارقة الحياة"، والتي تحدَّث فيها عن وجوب الاستِعداد للموتِ، مُبيِّنًا كيف يكونُ الاستِعداد بالتقرُّب . (3) قال عمار بن ياسر: كفى بالموت واعظًا، وكفى باليقين غنًى، وكفى بالعبادة شغلًا؛ (الزهد لأحمد ـ صـ 145 رقم: 984). روى أبو داود عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله، أو دون دمِه، أو دون دينه فهو شهيد))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 3993). روى الترمذي عن فضالة بن عبيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل ميت يختم على عمله، إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله؛ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني حديث 1322). خطبة الامام علي ( عليه السلام ) : في الحث على الاستعداد للموت اهل البيت {رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَیكُمْ أَهْلَ الْبَیتِ } Ahl al-Bayt by Malik Al-Musawi نطفة بالأمس، وجيفة غداً، والبلى فيما بين ذلك يمسح جبينك كأن الأمر يعني به غيرك، إن الصحيح من لم تمرضه القلوب، وإن الطاهر من لم تنجسه الخطايا، وإن أكثركم ذكراً للآخرة أنساكم للدنيا، وإن أنسى النّاس للآخرة أكثرهم ذكراً للدنيا، وإنّ أهل العبادة من أمسك نفسه عن الشر، وإن البصير من أبصر الحرام فلم يقربه، وإنّ العاقل من يذكر يوم القيامة ولم ينس الحساب".إذاً، يرعاك الله، مما يرقق القلوب التفكر في الموت وفي أحواله وفي القبر وظلماته، فبالله عليك أخي هل تفكرت يوماً وأنت تخرج في الصباح أنك لن ترجع إلى بيتك مرة ثانية، هل تفكرت أن هذا اليوم هو آخر يومٍ لك في الحياة، هل إذا أتاك ملك الموت في هذا اليوم أنت راض عن نفسك، هل أنت راضٍ عن عملك الذي ستقابل به ربك؟ هل تخيلت حالك قبيل الموت كيف تكون؟ هل تخيلت أنفاسك الأخيرة على أي حال ستنقضي وهل ستكون ممن يحبون القدوم على ربهم أم ستكون كالعبد الآبق يطلب الرجعة؟ فيا أخي أنت الآن في مهلة فاغتنم فرصة العمل قبل انقضاء الأجل، فوالله لا ينفعك أن تقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99]، فلا تغفل أيها الغالي عن الموت فإنه ليس له مكان معين، ولا زمن معين، ولا سبب معين، ولا عمر معين يأتيكم بغته وأنتم لا تشعرون {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:8].عباد الله:إن الناس عند الموت على حالين: إما محبٌ للقاء الله فيحب الله لقائه، وإما كارهٌ للقاء الله فيكره الله لقائه، قالت عائشة: "يا رسول الله كلنا يكره الموت" قال: «لا يا عائشة ليس ذاك، لكن هو العبد الصالح -العبد المستقيم- عند سكرات الموت تأتيه ملائكة الرحمن تبشره بروح وريحان ورب راضي غير غضبان، فيفرح بلقاء الله فيفرح الله بلقائه، أما العبد العاصي -العبد الغافل- فتأتيه ملائكة الرحمن تبشره بسخط وعذاب من الله، فيكره لقاءِ الله فيكره الله لقائه».فاستعدوا للموت عباد الله قبل أن يفاجئكم، قال أبو الدرداء رضي الله عنه وهو يحتضر: "ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا، ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا؟" ثم بكى، فقالت له امرأته: "أتبكي وقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال: "ومالي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي"، وبكى أبي هريرة رضي الله عنه في مرضه فقيل له: "ما يبكيك؟" فقال: "أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أصبحت في صعودٍ مهبط على جنة أو نار ولا أدري أيهما يأخذ بي".فتخيل يا عبد الله نفسك وأنت على فراش الموت تعاني مرارة الموت، وتخيل ممشاك إلى القبر، وتخيل مبيتك فيه وحيداً فريداً في حفرة ضيقة مظلمة مغلقة محكمة، تخيل أول ليلة تبيتها وأول نزلة تنزلها وأول سؤال تسمعه في القبر: "من ربك؟ ما دينك؟ ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟"، تخيل ذلك وتخيل حالك كيف سيكون حينها، عن أنس رضي الله عنه قال: "ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن، أول يوم يجيئك البشير من الله تعالى إما برضاه وإما بسخطه، ويوم تعرض فيه على ربك آخذ كتابك إما بيمينك أو بشمالك، وليلة تستأنف فيها المبيت في القبور وليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة".فاعلم أخي أن الموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع والكأس التي طعمها أكره وأبشع وأنه الحادث الأهدم للذات والأقطع للراحات والأجلب للكربات والمفرق للجماعات، فإن أمراً يرعاك الله يفرق أعضائك ويقطع أوصالك ويهدم أركانك لهو الأمر العظيم والخطب الجسيم.فيا أيها الناس:قد آن للنائم أن يستيقظ من نومه، وحان للغافل أن ينتبه من غفلته قبل هجوم الموت بمرارة كأسه وقبل سكون حركاته وخمود أنفاسه وقبل رحلته إلى قبره وخلوده بين أرماسه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه.وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. لما حضَر الموتُ عبدَالملك بن مروان (رحمه الله)، نظر في موضع له مشرف إلى رجل وبيده ثوب وهو يضرب به المغسلة، فقال: يا ليتني كنت مثل هذا الرجل، أعيش من كسب يدي يومًا بيوم، ولم أَلِ مِن هذا الأمر شيئًا، وقال له رجل: كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟ قال: تجدني كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [الأنعام: 94]؛ (العاقبة في ذكر الموت لعبدالحق الإشبيلي صـ 127). قال الإمام النووي (رحمه الله): معنى الحديث أنه سبحانه وتعالى متصرِّف في قلوب عباده وغيرها كيف شاء، لا يمتنع عليه منها شيء، ولا يفوته ما أراده، كما لا يمتنع على الإنسان ما كان بين إصبعيه؛ (مسلم بشرح النووي جـ 8 صـ 455). فاعلم أخي أن الموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع والكأس التي طعمها أكره وأبشع وأنه الحادث الأهدم للذات والأقطع للراحات والأجلب للكربات والمفرق للجماعات، فإن أمراً يرعاك الله يفرق أعضائك ويقطع أوصالك ويهدم أركانك لهو الأمر العظيم والخطب الجسيم. وقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]. ذكر الإمام الألباني (رحمه الله) علاماتٍ لحسن الخاتمة، كما يلي: روى أبو داود عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 2673). الحمد لله الذي له ملك السموات والأرض، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا. الخطبة الثانية . روى ابن ماجه عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: ((كيف تجدك؟))، قال: أرجو الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف))؛ (حديث حسن) (صحيح سنن ابن ماجه للألباني حديث 3436). روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغَرِق، وصاحب الهدم (أي: الذي يموت تحت الهدم)، والشهيد في سبيل الله))؛ (البخاري حديث: 2829/ مسلم حديث: 1914). روى أبو داود عن جابر بن عتيك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المرأة تموت بجُمْعٍ (أي تموت وفي بطنها ولد) شهيدة))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 2668). قال الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].
Auflage Tageszeitungen 2021, Pme Familienservice Kosten, Lampe Berger Vergessen Auszumachen, Der Jahrmarkt Der Angst Lösung S 141, Christenverfolgung Zeitstrahl, Articles OTHER